ما جاع فقير إلا بما مُتع غني

أ
ناس مترفين وأناس محرومين
وبين هذا وذاك يدور السؤال
ما جاع فقير إلا بما مُتع غني
فهل تعلمون بأن الله لم يخلقكم عبثاً وليس بتارككم سدى ؟
هناك ناس بلا أرواح كأنهم ذباباً بلا مصباح كأنهم خشب مسندة وأصنام مريدة
لا تكسر قلبهم دمعة يتيم ولا تهزهم يد محروم
لاهثين خلف أهوائهم يبذخون لملذاتهم كأنهم خُلقوا للدنيا وليس للآخرة
لا يعلمون أن في حلالهم حساب وفي حرامهم عقاب
وأيضاً هناك ناس ليس لديهم من ثروتهم إلا الخوف من ضياعها
فقد نسوا وتناسوا بأن للفقير حق في ثروتهم
وهناك ناس يقتادون الصبر والهوان لاهثين خلف قوت يومهم
ولم يجدوه
وكأني بالفقير يقول للغني بلسان حاله
أنا وأنت عيال الله فمحال أن يذكرك وينساني
فالجميع مسؤولون وواقفون بين أيدي حكيم يسألهم عن النعيم
أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة أنه موقف لمهول فأعد لذلك اليوم جواب
وتذكروا
لا محيص على يوماً خط بالقلم
بادروا آجالكم بأعمالكم وإبتاعوا ما يبقى لكم بما يزول عنكم
يا أيها الغني هنيئاً لك ثروتك ولكن تذكر إن لله بها حق فهل أديت حق الله
إنت كنت كذلك فهنيئاً لك وإن كنت غير ذلك فتذكر أن للشيطان غواية
أغواك عن تأدية حق الله
فنحن قد تعرضنا لنكسات ونكسات وحروب وتهجير وأشاع اليتم والفقر والجهل
فحين وقوفك للصلاة وقولك إياك نعبد وإياك نستعين
فتأمل أنت مَن تعبد؟
قد نكون نعبد غير الله ولا نعلم
فمنهم مَن يعبد ماله ومنهم من يعبد منصبه ومنهم من يعبد جاهه
ومنهم ومنهم وكثير أمثله على ذلك
فإن كنت تعبد الله
تذكر إن الناس جميعهم عيال الله خيرهم إلى الله أحبهم إلى عياله
فلا نلقي اللوم على المؤسسات الحكومية فقط
فإنا بلينا وأقولها بأعلى صوت
قد بُلينا بأمير ظلم الناس وسَّبح
فهو كالجزار فيهم يذكر الله ويذبح
ولكن هذا لا يخلي سبيلك
الكل مسؤول أمام الله أعطي القليل ولا تخجل
فأن الحرمان أقل منه
أهدت سليمان يوم العرض نملة
رجل الجراد التي كانت في فيها
ترنمت بفصيح القول وإعتذرت
إن العطايا على مقدار معطيها
أغرس اليوم شجرة تنام في ظلها غداً